: كَمَا جَمِيْعُ الظَّوَاهِرِ الاِجْتِمَاعِيَّةِ الْأُخْرَى لَهَا أَسْبَابٌ. فِيْمَا يَلِيْ بَعْضُ الْمَشَاكِلِ الَّتِيْ قَدْ تَحَدَّثَ فِيْ تَنَوُّعِ الْمُجْتَمَعِ الْإِنْدُوْنِيْسِي
١. الصِّرَاعُ بَيْنَ
الْأَعْرَاقِ
عَادَةً مَا يَحْدَثُ
هَذَا الصِّرَاعِ فِيْ قَبِيْلَةٍ مَعَ قَبِيْلَةٍ أُخْرَى. عَادَة مَا
يَحْدُثُ هَذَا بِسَبَبِ الِاخْتِلَافَاتِ فِي الْعَادَاتِ وَالتَّقَالِيدِ
وَالْقَوَاعِدِ وَغَيْرِهَا. يَحْدُثُ هَذَا الصِّرَاع فِي مَجْمُوْعَةٍ
عِرْقِيَّةٍ مَعَ مَجْمُوعَةٍ عِرْقِيَّةٍ أُخْرَى. يَحْدُثُ هَذَا عَادَةً
بِسَبَبِ سُوْءِ الْمُعَامَلَةِ مِنْ مَجْمُوعَةٍ عِرْقِيَّةٍ إِلَى مَجْمُوعَةٍ
عِرْقِيَّةٍ مُخْتَلِفَةٍ.
٢. الصِّرَاعُ
بَيْنَ الأَدْيَانِ
تَحَدَّثَ
النِّزَاعَاتِ بَيْنَ اَلْأَدْيَانِ عَادَةً عِنْدَمَا تَكُوْنُ هُنَاكَ
اِخْتِلَافَاتٌ فِي الرَّأْيِ. بِالْإِضَافَةِ إِلَى ذَلِكَ ، هُنَاكَ دَوَافِعُ
أُخْرَى، وَهِيَ فَرْضُ وُجُهَاتِ نَظَرِ الدِّيْنِ عَلَى أَتْبَاعِ الدِّيَانَاتِ
الْمُخْتَلِفَةِ.
٣. الصِّرَاعُ بَيْنَ الْمَجْمُوْعَاتِ
عَادَة مَا تَنْجُمُ
اَلنِّزَاعَاتُ اَلَّتِي تَحْدُثُ فِي مَجْمُوعَةٍ وَاحِدَةٍ مَعَ مَجْمُوعَاتٍ
أُخْرَى عَنْ اَلِاخْتِلَافَاتِ فِي وُجُهَاتِ اَلنَّظَرِ أَوْ اَلْآرَاءِ. وَمَعَ
ذَلِكَ، لَيْسَ مِنْ اَلنَّادِرِ أَنْ تَحَدَّثَ اَلنِّزَاعَاتِ بَيْنَ
اَلْمَجْمُوعَاتِ بِسَبَبِ اَلْأَفْعَالِ غَيْرِ اَلسَّارَّةِ لِلْمَجْمُوعَةِ.
أَسْبَابُ الصِّرَاعِ
فِيْ الْمُجْتَمَعِ
١. الْفُرُوْقُ بَيْنَ الأَفْرَادِ
يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ
هَذَا فِي شَكْلِ وُجُهَاتِ نَظَرٍ وَآرَاءِ وَمُعْتَقَدَاتِ مُخْتَلِفَةٍ
وَغَيْرِ ذَلِكَ.
٢. الاِخْتِلاَفَاتُ الثَّقَافِيَّةُ
يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ
هَذَا فِي شَكْلِ اِخْتِلَافَاتٍ فِي التَّفْكِيرِ تَتَأَثَّرُ عَادَةً
بِالثَّقَافَةِ اَلَّتِي يَعِيشُ فِيهَا اَلشَّخْصُ. عَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ،
هُنَاكَ ثَقَافَةُ تَعَلُّمِ التَّحَدُّثِ بِلُطْفٍ. وَمَعَ ذَلِكَ، هُنَاكَ
أَيْضًا ثَقَافَاتٍ مُعْتَادَةً عَلَى اَلتَّحَدُّثِ بِصَوْتٍ عَالٍ. يُمْكِنَ
أَنْ يُؤَدِّيَ هَذَا إِلَى حُدُوثِ صِرَاعٍ لِأَنَّ الشَّخْصَ اَلَّذِي اِعْتَادَ
اَلتَّحَدُّثُ بِصَوْتٍ عَالٍ يُمْكِنُ اِعْتِبَارُهُ وَقِحًا.
٣. اِخْتِلاَفَاتُ الْمَصَالِحِ
يُمْكِنُ أَنْ تَحَدَّثَ
أَسْبَابَ هَذَا الصِّرَاعِ بَيْنَ أَفْرَادٍ مَعَ أَفْرَادٍ ، أَوْ أَفْرَادٍ
مَعَ مَجْمُوعَاتٍ، أَوْ بَيْنَ مَجْمُوعَاتٍ. يُمْكِنَ أَنْ تُؤَدِّيَ
اَلِاخْتِلَافَاتُ فِي اَلْمَصَالِحِ إِلَى صِرَاعَاتٍ لِأَنَّهُ عَادَةُ مَا
يَكُونُ هُنَاكَ أَطْرَافٌ تَشْعُرُ بِأَنَّهَا مَحْرُومَةٌ فِي قَرَارَاتٍ
مُعَيَّنَةٍ.
٤. التَّغْيِيْرُ الاِجْتِمَاعِي
يَجْلِبُ الْعَصْرُ
الْمُتَغَيِّرُ أَيْضًا قِيَمًا جَدِيدَةً لِلْحَيَاةِ الِاجْتِمَاعِيَّةِ
لِلنَّاسِ. اِتَّضَحَ أَنَّ هَذَا لَيْسَ لَهُ تَأْثِيرٌ جَيِّدٌ فَحَسْبَ، بَلْ
يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ أَيْضًا سَبَبًا لِلصِّرَاعِ.
الْحُلُوْلُ
عِنْدَ رَأْيِيْ اَلصِّرَاعُ مَعَ الْفُرُوقِ الدِّينِيَّةِ لَيْسَ لِأَنَّ
دِينَهُمْ يُعَلِّمُ الصِّرَاعَ. وَلَكِنْ، فَإِنَّ الطَّرِيقَةَ اَلَّتِي
يَفْهَمُ بِهَا اَلنَّاسُ تَعَالِيمَهُمْ اَلدِّينِيَّةَ لَا تَزَالُ خَاطِئَةً،
مِمَّا يَجْعَلُهُمْ مَدْفُوعِينَ لِلصِّرَاعِ. يَجِبُ أَنْ نُوَجِّهَ تَطْوِيرُ
الْحَيَاةِ الدِّينِيَّةِ لِإِظْهَارِ الْقِيَمِ اَلْعَالَمِيَّةِ لِلتَّعَالِيمِ
الدِّينِيَّةِ الْمُعْتَمَدَةِ . عَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ ، تَعَلَّمَ جَمِيعُ
الْأَدْيَانِ شُعُوبَهَا أَنْ يَعِيشُوا بِصَبْرٍ فِي مُوَاجَهَةِ هَذِهِ الْعَمَلِيَّةِ
اَلْحَيَاتِيَّةِ . وَنُسَاعِدُ بَعْضُنَا الْبَعْضُ فِي الْحَيَاةِ
الِاجْتِمَاعِيَّةِ. كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى فِيْ الْقُرْآنِ الْكَرِيْمِ يَٰٓأَيُّهَا
ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا
وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓا۟ ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَىٰكُمْ ۚ
إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ.
اَلتَّنَوُّعُ
وَسِيلَةٌ لِتَقَدُّمِ اَلْحَضَارَةِ . لَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَخْتَارَ أَنْ
نُولَدَ مِنْ بَطْنِ أُمٍّ مِنْ أَيِّ دِينٍ ، أَوْ مِنْ أَيْنَ سِلْسِلَةِ
النَّسَبِ أَوْ فِيْ أَيِّ مَكَانٍ نَعِيشُ. لَا يَقْصِدُ بِالتَّنَوُّعِ
تَرْهِيبٌ أَوْ إِكْرَاهٌ أَوْ قَتْلٌ بَعْضُنَا اَلْبَعْضُ. قَدْ شَرَحَ
اَلْقُرْآنُ مَفْهُومًا جَيِّدًا : اَلتَّنَوُّعُ هُوَ أَمْرٌ بِالنِّسْبَةِ لَنَا
لِمَعْرِفَةِ بَعْضِنَا اَلْبَعْضِ . مِنْ خِلَالِ مَعْرِفَةِ اَلِاخْتِلَافَاتِ
بَيْنَ بَعْضِنَا اَلْبَعْضِ، يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ بِنَاءُ
اَلْحَضَارَةِ. مِنْ خِلَالِ مَعْرِفَةِ اَلِاخْتِلَافَاتِ بَيْنَ بَعْضِنَا
اَلْبَعْضِ، سَنَكُونُ أَكْثَرَ تَسَامُحًا ؛ نَحْصُلُ عَلَى فُرْصَةٍ
لِلتَّعَلُّمِ مِنْ بَعْضِنَا اَلْبَعْضِ. غَالِبًا مَا يَحْدُثُ سُوءَ اَلْفَهْمِ
لِأَنَّنَا لَا نَعْرِفُ تَنَوُّعَ بَعْضِنَا اَلْبَعْضِ.